التقى وزير الشؤون السياسية والبرلمانية عبدالمنعم العودات المهندس وائل السقا الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي وعدد من قادة الجبهة في مقر الوزارة اليوم الإثنين ضمن سلسلة اللقاءات التي يجريها مع الأحزاب الوطنية الأردنية بهدف التشاور حول تعزيز مسيرة التحديث السياسي ، والعمل البرلماني في ضوء تشكيلة مجلس النواب العشرين الذي يضم لأول مرة مقاعد مخصصة لممثلي الأحزاب البرامجية .
ودعا العودات خلال اللقاء إلى ضرورة تعظيم الجوامع المشتركة بين أطياف العمل الحزبي والسياسي ، خاصة داخل البرلمان ، حيث ستحكم الممارسة النيابية على مدى الوعي بطبيعة ومستوى المرحلة التاريخية التي حققها الأردن في مسيرته الديمقراطية ، مؤكدا على أن الهدف الأسمى يكمن في التعبير عن آمال وطموحات الأردنيين ، وفي الحفاظ على قوة الأردن وقدرته على معالجة شؤونه المحلية ، ومواجهة التحديات الخارجية ، والتغلب عليها .
وقال لقد كانت الانتخابات النيابية الأخيرة علامة فارقة في الحياة السياسية الأردنية وانجازا كبيرا يتوجب البناء عليه ، مستفدين من العبر والدروس ، ومدركين للتغيرات التي تشهدها المنطقة ويعيشها العالم ، الأمر الذي يتطلب استنباط مفاهيم وأدبيات ومنطلقات سياسية واقعية تحاكي مصالح الدولة ، وفي مقدمتها أمنه واستقراره ومواصلة مسيرته الإصلاحية والتحديثية .
وأوضح أن الأردن يشكل اليوم صوت الحكمة الذي ينبه العالم إلى خطورة ما تفعله إسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية وفي لبنان ، وما قد يؤدي إليه الوضع الراهن من كارثة حقيقية تصيب المنطقة كلها ، مشيرا إلى أن محاولات التشكيك بالموقف الأردني هي جزء من ذلك العدوان والأجندات المشبوهة التي تؤرقها المواقف التي عبر عنها جلالة الملك عبدالله الثاني بشأن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق ، ومصير القدس ومقدساتها ، ومسؤولية المجتمع الدولي وواجبات الشرعية الدولية في تطبيق قراراتها المتعلقة بتلك الحقوق.
من جهته أكد أمين عام جبهة العمل الإسلامي ، وعدد من أعضاء قيادة الجبهة خلال الحوارعلى التزام الجبهة بمخرجات التحديث السياسي والعمل على ترسيخها وتطويرها ، وعلى التفاعل الأكيد مع الرؤية الاقتصادية من خلال الإستراتيجية التي تتبناها الجبهة من أجل حل المشكلات التي يواجهها الاقتصاد الوطني ، كما أن الحوار بين الحكومة والأحزاب يعزز العملية الديمقراطية ويزيد من فرص التوافق حول مختلف القضايا الداخلية والخارجية .
وأشاد المهندس السقا بالعملية الانتخابية ونزاهتها ، وما أسفرت عنه من نتائج ستخدم الممارسة النيابية في مجالات التشريع والرقابة ، وتعلي من شأن النقاش العام في كل القضايا التي تهم الوطن والمواطن ، مؤكدا على دور الجبهة في التقدم بعمليات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري إلى الأمام ، وتحقيق أفضل النتائج من تلك المسارات ، وغيرها من مجالات النهوض الشامل .
وقال إن أمن واستقرار الأردن خط أحمر ، ونحن جميعا مع الوطن نعتبر أنفسنا معارضة ايجابية منتجة وساعية لتمتين جبهتنا الداخلية ، مشيرا إلى مشاركة أعضاء من الجبهة في اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية التي ألغت نظام الصوت الواحد ، وأوجدت القائمة الوطنية التي أدخلت الأحزاب إلى البرلمان لتعمل من داخله على خدمة الدولة والاستجابة لرؤية جلالة الملك ، وما تضمنته الأوراق النقاشية من منطلقات لتنفيذ مراحل عملية التحديث السياسي .